الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

"ويندوز"From A to Z

كتب - محمد حسين الشبيني


البعض منا يتذكّر جيدا بدايات الكمبيوتر منذ خمسة وعشرين عاما تقريبا, وتحديدا ذلك الظلام القاتم المسمى بنظام Dos -الذي أصدرته شركةIBM - المعتمد على الأوامر الكتابية؛ فما هو إلا شاشة سوداء بها "مِحَثّ" ذا وميض أبيض، يستقبل من المستخدم الأوامر التي يُدخلها عبر لوحة المفاتيح, ومن أشهرها أمري DATE أو TIME لتغيير التاريخ أو الوقت، واللذان كانا يُكتبان هكذا: C:\>DATE و C:\>TIME.

ويمكن القول بأن هذه الفترة كانت من أصعب الفترات التي تعامل فيها الإنسان مع الكمبيوتر، أما الآن فنقرة واحدة من "الفأرة" تُغني تماما عن مجموعة الأوامر التي كان على المستخدم قديما أن يكتبها لتحقيق الغرض نفسه، وما زاد من الصعوبة أنه كان عليه أن يُدخل بنفسه أيضا مسار تنفيذ الأوامر التي يكتبها.


أول إصدار من نظام "ويندوز"
يمكن اعتبار 20 نوفمبر 1985 تاريخا مهمّا في عالم الكمبيوتر؛ حين قامت شركة مايكروسوفت بإخراج المستخدم من الظلام الدامس عبر أول إصدار من نظام ويندوز Windows هو الإصدار 1.0، والذي كان أكثر ما يميّزه ظهور "الفأرة" كأداة إدخال جديدة لأجهزة الكمبيوتر مع بعض الألوان التي كسرت ظلمة نظام DOS، ولم يكن النظام الجديد أكثر من صفحة تشبه My Computer إلى جانب برنامج الساعة فقط.. فالساعة وقتها كانت برنامجا منفصلا، علاوة على بعض الألعاب البسيطة التي تجعل المستخدم ينظر لجهاز أتاري نظرة احترام شديدة، وبالرغم من بساطة هذا النظام الأولي، إلا أنه عبّر عن طفرة شديدة بالفعل.

وتتوالى إصدارات "ويندوز" غير المعروفة
توالت إصدارات مايكروسوفت من نظام ويندوز، ففي ديسمبر 1987 كان الإصداران 2.0 و2.1 اللذان لم يختلفا كثيرا عن الإصدار الأول، وانحسرت المزايا في وجود آلة حاسبة -نعم كان في وقت من الأوقات يعتبر وجود آلة حاسبة بالكمبيوتر أمرا متطورا يستحق الدهشة- كما تمتّعت هذه الإصدارات بسهولة تنقّل أكبر بين "النوافذ"، بالإضافة للوحة تحكّم توفّر للمستخدم تحكما سريعا بصور مبسطة في بعض الإعدادات الخاصة بالفأرة، أو بالتاريخ والوقت دون الحاجة إلى إدخال أوامر.

مفاجأة.. الإصدار 3.11 ليس أول إصدارات ويندوز
في الفترة ما بين 1990 و1992 ظهر الإصداران 3.0 و3.11، ويعتقد الكثيرون من مستخدمي الكمبيوتر خطأ أن الإصدار 3.11 كان أول إصدار تقدّمه مايكروسوفت من نظام ويندوز، لكن السؤال: ما الذي جعل 3.11 الأكثر شهرة؟!!

الجواب يتمثل في احتوائه على برامج جديدة مثل مجموعة Office وبرنامج Paint، ولا يمكن تجاهل الدور الذي لعبته الإنترنت في نشر الإصدار بالرغم من محدوديتها حينها، علاوة على أن الطباعة كانت أيضا نقطة إيجابية كبرى لصالح الإصدار بالرغم من تعقيدها الذي كانت تتّسم به.

وظهرت المجلدات Folders التي تساعد المستخدم على رؤية ملفاته وتخزينها بشكل منظم واستدعائها بشكل أسرع، والتي أكسبت الإصدار المزيد من الشعبية، بجانب مشغّل موسيقي بسيط يشغل ملفات صوتية بامتدادات محدّدة ويسجّل ملفات صغيرة عبر الميكروفون.

"ويندوز 95".. أول إصدار قريب من الشكل الاعتيادي
في عام 1995 كانت هناك فعلا نقلة في الشكل والوظائف لأنظمة "ويندوز" مع ظهور Windows95 الذي تمتّع بشكل أكثر تنظيما، بل أنه الأقرب من الإصدارات الحالية.

وقد ميّزته قدرته على العمل مع الشبكات الداخلية بسهولة ومرونة إلى حد كبير، مع تحديث أساليب الطباعة السابقة وتسهيلها، هذا بجانب ظهور قسم جديد في حينها يسمى My Computer، ولا يمكن إغفال أهمية ظهور خاصية البحث عن الملفات التي جعلت استدعاء الملفات أمرا أكثر سهولة، مع ظهور قسم تشغيل الأوامر Run التي تتشابه شكلا مع أوامرDOS.

"ويندوز 98".. لا فوارق كبرى تفصله عن "ويندوز 95"
في عام 1998 ظهر الإصدار Windows98 الذي لم يختلف كثيرا عن الإصدار السابق، بل ويمكن القول إنه الجزء المكمّل للإصدار Windows95.

هذا لا ينفي أنه كان الأفضل في التعامل مع الإنترنت، وتحديدا مع برامج المحادثة الفورية مثل ICQ وMSN التي بدأت في الانتشار حينها بشكل كبير.. بجانب برامج تنظيم البريد الإلكتروني والحلول الأكثر تقدّما للشبكات الداخلية، كما أنه كان الأفضل في الألعاب الإلكترونية والألعاب ثلاثية الأبعاد ومشغّلات الصوت والصور وبرامج الرسوم "الجرافيك" والتصميمات الهندسية، وهي كلها أمور بدأت في الانتشار ولو بصورة بدائية في ذلك الوقت.

"ويندوز 2000".. لن تحبه لو لم تكن متخصصا
مع دخول القرن الحادي والعشرين ظهر نظام ويندوز 2000 الذي يختلف قليلا في الشكل عن سابقيه، ولكنه موجّه بدرجة أكبر للمتخصصين في مجال الشبكات أكثر من المستخدم العادي.

هذه النوعية من إصدارات Windows تعمل على "الخوادم" أو servers فهي تخدم الشبكات الداخلية، كما في المؤسسات الكبيرة التي تربط أجهزة الكمبيوتر ببعضها عن طريق شبكة واحدة، وهنا يكون من الضروري وجود الخوادم للربط بين الأجهزة مع شبكة الإنترنت والطابعات وأجهزة الماسح الضوئي التي تخدم جميعها بيئة العمل في الشركات.

هذا الإصدار يستهدف أساسا خدمة الشبكات بما يتمتع به من حماية فائقة، تختلف عن الموجودة في أنظمة التشغيل التقليدية؛ لحماية الشبكة وأجهزة الشركات من عبث قراصنة الكمبيوتر.

"ويندوز" الألفية.. وبداية عصر الرفاهية
في نفس العام ظهر الإصدار Windows Millennium أو ME كما تمت تسميته تجاريا، ولا يستطيع أحد إنكار مرونته التي فاقت الإصدارات السابقة، من حيث تعامل المستخدم العادي وتعرّف الكمبيوتر على مكوناته الداخلية والخارجية.

وكان يصعب سابقا تعريف بطاقات الصوت والشبكات والشاشة والطابعات، ولكن مع ME الأمر اختلف؛ لأن مايكروسوفت وضعت العديد من التعريفات الخاصة بمكونات الكمبيوتر ضمن عملية التثبيت الخاصة بالنظام نفسه، ما جعلME يتميز بالشكل البسيط للمستخدم العادي غير الملم بكل تفاصيل الكمبيوتر، فاستطاع وقتها المستخدم تعريف أغلب مكونات جهازها بشكل أسهل وأسرع دون الرجوع للمتخصصين.

XP.. الأكثر شهرة
في سبتمبر 2002 ظهر Windows XP الأكثر شهرة ومرونة وشيوعا بين جميع الإصدارات فمعه اختلف الشكل جذريا عما سبق؛ لما يتمتع به من شكل جذاب وسهل ومرن.

 ومعه أصبحت الشبكات الداخلية أبسط كثيرا من السابق وأصبح استعمال الإنترنت أسهل، بل أصبح استخدام الإنترنت جزءا يوميا من حياة أغلب الشباب، ونال الإصدار قدرا كبيرا من الاهتمام في الوطن العربي ومصر تحديدا، خصوصا في ظل مشروع "حاسب لكل بيت".

نظام XP يعدّ من أسهل أنظمة التشغيل التي يمكن للمستخدم العادي أن يتعامل معها، بداية من أول خطوة، وهي خطوة التثبيت التي تتمّ دون الحاجة لأن يكون المرء محترفا.

كما أن XP مزود بنظام حماية عالٍ مثل الموجود في أنظمة Windows Server، ويتمتع بـ"جدار ناري" Firewall يعدّ الأقوى في وقته، فمثّل نقلة فائقة في مجال الحماية من القراصنة والفيروسات.

Server 2003.. مزيد من الإصدارات المتخصصة المعقدة
في إبريل 2003 ظهر نظام Windows Server 2003 المخصص للشبكات، والذي يُعدّ حتى يومنا هذا المفضّل لجميع مهندسي ومستخدمي الشبكات؛ لما يتمتع به من خصائص عديدة.. ففي هذا الإصدار تمّ تطوير وتعديل خصائص عديدة مثل Active Directory التي تربط الأجهزة في الشبكة الواحدة بشكل أكثر دقة، ويجعل مدير الشبكة متحكما في جميع الأجهزة على نفس الشبكة، وتم تطوير خاصية Mail Server ليجعل البريد الالكتروني على الخوادم أكثر أمانا وتنظيما..

ويتميز Windows Server 2003 أنه يلائم الكثير من برامج بيئة الشركات، مثل برامج الحسابات والمخازن والعديد من البرامج الأخرى المتخصصة, حيث يتعامل مع قواعد البيانات بشكل منظم ودقيق، متمتعا في نفس الوقت بنسبة خطأ هي الأقل بين جميع الإصدارات السابقة.

أنيق وصعب ومظلوم.. إنه "فيستا"!
في 30 نوفمبر 2006 ظهر الإصدار Vista الذي وُصف بأنه الإصدار الأنيق والصعب معا، وترجع صعوبته إلى الاختلاف الملحوظ في الكثير من الخصائص التي اعتادها المستخدم العادي في إصدارات ويندوز السابقة.

ولكن في الحقيقة كان Vista نظاما قويا، به العديد من الخصائص التي جعلته مختلفا، فنظام البحث عن الملفات على الكمبيوتر في Vista مثلا كان طفرة حقيقية لاعتماده على ما يشبه قواعد البيانات ما جعل البحث عن الملفات عملية سهلة للغاية بشكل لا يُصدّق ولا تستهلك وقتا تقريبا..

مشاكل Vista انحصرت في التوافق التشغيلي مع الكثير من البرامج، وتحديدا الإصدارات القديمة منها بجانب البطء الملحوظ، واحتياجه لأجهزة كمبيوتر أكثر تطورا من ناحية المكونات الداخلية، وهو ما جعل المستخدم العادي يُفضّل التعامل معXP حتى الآن.

Server 2008.. "فيستا" لكن متخصص
ظهر Windows Server 2008 الذي لا يختلف عن Vista كثيرا ولكنه كان للمتخصصين، ليخلف Windows Server 2003 للعمل على أجهزة الخوادم والشبكات ومع ذلك لم يختلف حظه عن Vista، فمع احتوائه على خصائص جديدة لخدمة الشبكات وتطوير عمل قواعد البيانات، ومع أنظمة حماية جديدة أكثر قدرة إلا أنه احتوى أيضا على نفس مشاكل Vista، لذا ظل Server 2003 الخيار المفضل للتعامل مع الشبكات و"الخوادم".

Windows 7.. يجب أن تستخدمه
في نهايات عام 2009 ظهر Windows 7 الذي لا يختلف كثيرا في الشكل عنVista ، ولكن مايكروسوفت قامت بحلّ أغلب المشكلات.

كما أنه الأسرع حاليا، ولا يحتاج إلى أجهزة قوية من ناحية المكونات المادية مثلVista ، وبه العديد من الوظائف الجديدة التي تجعله أسهل في التعامل بالنسبة للمستخدم العادي، ويتمتع أيضا بنظام حماية هو الأقوى بين الإصدارات السابقة.

ومن المقرر أن تحتفل مايكروسوفت قريبا باليوبيل الفضي لنظام "ويندوز" بعد عدة أشهر، حيث يمر 25 عاما على تقديم أول إصدارات Windows.. وهنا نتساءل حول ما يمكن أن تقدّمه مايكروسوفت في windows 8 في عام 2012 إن شاء الله؟؟؟

0 التعليقات: